وقع المدير العام للجنة الدولية لشؤون المفقودين كاثرين بومبرغر والوزير الليبي لرعاية أسر الشهداء والمفقودين السيد ناصر جبريل حامد، وقعا في طرابلس اليوم على الاتفاق حول التعاون بشأن التعامل مع ملف المفقودين الذين فُقدوا خلال الصراعات الأخيرة وكذلك خلال فترة حكم نظام معمر القذافي.
كجزء من هذا الاتفاق، سيتم تقديم المساعدة في إنشاء مركز تحديد الهويات الليبي (LIC) كخطوة أولى هامة في تمكين ليبيا من تطوير عملية مستدامة للعمل على ملف المفقودين. سوف يُمكن المركز ليبيا من وضع نظام مختبرات الحمض النووي، بدءا من منشأة لجمع وحفظ العينات البيولوجية من أجل اختبار الحمض النووي ومن ثم إنشاء مختبر الحمض النووي ذا إنتاجية عالية. وأيضا المركز سيسمح للسلطات الليبية من تنسيق العمل المحلي، فضلا عن تنسيق المساعدة الدولية.
ومن خلال هذا المشروع ستوفر اللجنة التدريب الشامل للخبراء اليبيين الذين يشاركون في عملية التحقيق في المقابر الجماعية بدءاً بالمقبرة وانتهاءً بالمشرحة، وتدريبات أخرى لازمة للتحديد الناجح لمواقع المقابر ولعملية تحديد الهوية. وسوف تقوم اللجنة بالتبرع بنسخة مخصصة لليبيا من منظومة إدارة بيانات الطب الشرعي (fDMS) ، وهي حل برمجي متخصص تم تطويره داخليا من قبل اللجنة لتسجيل جميع أنشطة تحديد الهوية. أما بالنسبة للمساعدة في الجانب التشريعي فستقوم اللجنة بمساعدة ليبيا في وضع تشريعات خاصة بالمفقودين.
صرحت السيدة كاثرين بومبرغر المدير العام للجنة الدولية لشؤون للمفقودين أثناء التوقيع “يسعدني أن أوقع على هذا الاتفاق مع السيد ناصر جبريل. أنا لم أرى هذا المستوى من الالتزام في حل ملف المفقودين كالموجود في ليبيا، وإن اللجنة حريصة على بدء العمل جنبا بجنب مع زملائنا الليبيين على حل هذا الجزء المؤلم من التاريخ الليبي. إن للعائلات الليبية الحق في معرفة مصير مفقوديهم والحق في الحصول على العدالة. إن اللجنة سوف تفعل كل ما في وسعها في مساعدة ليبيا في خلق عملية شفافة وموثوق بها”.
كما صرح السيد ناصر جبريل وزير رعاية اسر الشهداء والمفقودين ليبيا “سلب معمر القذافي ونظامه الابتسامة من شفاه العديد من الأسر الليبية وذلك من خلال اختطاف واختفاء أبنائهم قصرا وها نحن نسعى اليوم جاهدين أن نرجع لهم هذه الابتسامة، وأنا سعيد جدا اليوم لتوقيع هذه الاتفاقية مع السيدة كاثرين بومبرغر المدير العام للجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP ) باعتبار ان اللجنة الدولية لشؤون المفقودين هي من أهم المؤسسات التي تعمل في مجال البحث والتعرف على المفقودين في العالم وهذا ما حفزنا ان نسعى للتواصل معها لصالح ابناء الشعب الليبي ممن غيبهم نظام القذافي منذ اكثر من 42 عام وخير دليل ما فعله هذا النظام خلال ثورة 17 فبراير من اختطاف واختفاء قصري، ومن خلال هذه الاتفاقية نرجوا من الله عز وجل ان نرجع الامل لاسر المفقودين ونكون بهذا قد رسمنا طريقا كله امل لحياة افضل.”
سابقا، قام المجلس الوطني الانتقالي الليبي ووزارة رعاية أسر الشهداء والمفقودين بدعوة اللجنة لمساعدة ليبيا في تحديد مواقع المفقودين، ونبش واستخراج المقابر وتحديد هوياتهم، سواء من النزاعات الأخيرة أو المفقودين خلال الـ 42 عاما من نظام حكم معمر القذافي. فأوفدت اللجنة فريقا من خبرائها لمناقشة مساعدة ليبيا وتقديم المساعدة العاجلة في حل حالات محددة. وفي مارس 2012 قام السيد وزير رعاية اسر الشهداء والمفقودين ناصر جبريل حامد ومجموعة من الخبراء بزيارة مقر اللجنة في سراييفو.
تم إنشاء ICMP في قمة الدول السبعة في عام 1996 وهي المنظمة الدولية الوحيدة المتخصصة في التعامل مع قضية الأشخاص المفقودين في جميع جوانبها. وتوفر المنظمة نهجا شاملا لمساعدة الحكومات. انها تساعد على بناء البنية التحتية المؤسسية للدول المتضررة. وتعمل مع مؤسسات المجتمع المدني لضمان مشاركتها الفعال والمجدي. كذلك توفر اللجنة المساعدة التقنية للحكومات في تحديد أماكن المفقودين واستخراج الجثث وتحديد هوياتها، وتدعم عمل القطاع القضائي.
كجزء من المساعدة التقنية التي يقدمها ICMP فهي تمتلك اكبر نظام مختبرات الحمض النووي في العالم والأكثر كفاءة وهو مخصص حصرا لتحديد هويات المفقودين. فقد أنشأت اللجنة قاعدة بيانات قادرة على معالجة المعلومات على مستوى العالم. وبذلك تعزز اللجنة الشفافية والموثوقية وتضمن تطبيق المعايير، بما في ذلك حماية البيانات الشخصية. وقد ساعدت اللجنة في تحديد هوية أكثر من 18000 شخص أما قاعدة البيانات الخاصة بها فتحتوي على 150000عينات جينية.