اللجنة الدولية لشؤون المفقودين تجمع عينات من الحمض النووي من عائلات سورية مقيمة في أوروبا

لاهاي، 20 أغسطس/آب 2021 – أنهت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين اليوم المرحلة الأولى من حملة جمع عينات الحمض النووي من العائلات السورية المقيمة في أوروبا والتي فقدت ذويها إما في سوريا نتيجة النزاع أو على طول طرق الهجرة بعد الفرار من النزاع.

وفي هذا الإطار، كانت العائلات السورية التي فقدت ذويها والموجودة في ألمانيا وهولندا قد دُعيت إلى تقديم العينات المرجعية الوراثية من 29 يوليو/تموز إلى 20 أغسطس/آب بغية المساعدة في لمّ الشمل وتحديد أماكن المفقودين. وتمثل حملة “في ظل غيابهم: بلّغ عن الأشخاص المفقودين” المدعومة من وزارة الخارجية الألمانية ووزارة الخارجية الاتحادية السويسرية، عنصرًا واحدًا من عناصر عملية طويلة الأمد المتعلقة بالأشخاص المفقودين والتي تساهم اللجنة الدولية لشؤون المفقودين في إنشائها. تسعى هذه العملية إلى معرفة تحديد مصير المفقودين نتيجة النزاع السوري، سواء الذين ما زالوا على قيد الحياة أو أولئك الذين توفوا.

تجمع اللجنة الدولية لشؤون المفقودين معلومات عن المفقودين لإنشاء مخزن بيانات محايد ومركزي يشمل جميع الحالات المتصلة بالسياق السوري، بما في ذلك حالات الأشخاص المشتبه في وجودهم قيد الاحتجاز. تحثّ اللجنة الدولية لشؤون المفقودين على الإبلاغ عن جميع الأشخاص المفقودين والمختفين بغض النظر عن خلفيتهم الطائفية أو القومية أو الجنسية أو العرقية أو الدينية، أو دورهم في النزاع، أو انتمائهم السياسي، أو ظروف اختفائهم، أو أي عامل آخر، بما في ذلك الإبلاغ عن أولئك الذين يُعتقد أنهم على قيد الحياة وأولئك الذين يُخشى أنهم قد لقوا حتفهم.

خلال حملة “في ظل غيابهم: بلّغ عن الأشخاص المفقودين”، جمعت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين عينات من الحمض النووي من عائلات المفقودين الموجودة في برلين وهامبورغ وهانوفر ولايبزيغ ودريسدن ودوسلدورف ودورتموند وإيسن وكولن وفرانكفورت وشتوتغارت وميونيخ ونوتدرورب وهيليجوم وأمستردام وأوتريخت وهيلفرسوم ولاهاي.

وبالإضافة إلى جمع العينات الوراثية، شجّعت الحملة العائلات السورية الموجودة في أوروبا على الإبلاغ عن ذويها المفقودين عبر مركز الاستفسار عن المفقودين (OIC) التابع للجنة الدولية لشؤون المفقودين. يتيح هذا المركز الإبلاغ عبر الإنترنت عن شخص مفقود ومتابعة التقدم المحرز في الحالة المبلغ عنها. يمكن للأقارب تقديم معلومات عن ذويهم وظروف اختفائهم إذا كانوا على علم بها. وتحظى المعلومات المقدمة عبر مركز الاستفسار عن المفقودين بالحماية بموجب القانون الدولي ولا تتم مشاركتها إلا بموافقة صريحة من أصحابها.

وتعليقًا على الحملة، قالت المديرة العامة للجنة الدولية لشؤون المفقودين كاثرين بومبرغر اليوم، “تُعتبر هذه الحملة عنصرًا أساسيًا في عملية معرفة مصير العدد الهائل من المفقودين نتيجة النزاع في سوريا”. وأردفت قائلةً، “إنها عملية يستحيل تحقيقها بين عشية وضحاها، فهي تتطلب بذل جهود متواصلة من جانب الأطراف السورية المعنية، بما فيها عائلات المفقودين، ومنظمات المجتمع المدني، والأطراف الفاعلة الدوليين، بما في ذلك حكومات البلدان التي لجأ إليها السوريون. أما العبر المهمة المستخلصة من نشاط جمع البيانات الناجح هذا في هولندا وألمانيا فهو إمكانية التنفيذ الفعال بشكل منظم. تُعرب اللجنة الدولية لشؤون المفقودين عن امتنانها للحكومتين الألمانية والسويسرية لدعمهما المالي للحملة، وكذلك للسلطات الألمانية والهولندية لتسهيل جمع البيانات من المقيمين السوريين”.

وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2021، فُقد أكثر من 100 ألف شخص منذ بداية النزاع في سوريا. وقد أصبح العديد من السوريين وغيرهم في عداد المفقودين نتيجة القتال وبسبب الفظائع التي ارتُكبت، وانتهاكات حقوق الإنسان، والاختفاء القسري، والاحتجاز التعسفي، وجرائم أخرى. كما فُقد العديد من الأشخاص على طول طرق الهجرة إلى أوروبا. وبينما التمس معظم اللاجئين السوريين الحماية في البلدان المجاورة مثل تركيا والأردن ولبنان ومصر، يعيش حوالي مليون طالب لجوء ولاجئ سوري في أوروبا.

تلقت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين حتى الآن تقارير عما يقرب من 22 ألف شخص مفقود ذي صلة بالسياق السوري قدّمها 57 ألف من أفراد عائلات المفقودين، إما بشكل مباشر عبر مركز الاستفسار عن المفقودين التابع للجنة الدولية لشؤون المفقودين أو بدعم من منظمات المجتمع المدني التي تعمل مع اللجنة الدولية لشؤون المفقودين. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي مخزن البيانات المركزي التابع للجنة الدولية لشؤون المفقودين على معلومات عن أكثر من 50 موقعًا في سوريا، بما فيها مقابر جماعية وسرية، يُحتمل وجود أشخاص مفقودين فيها.

وتشمل جهود الأوسع نطاقًا التي  تقوم بها اللجنة الدولية لشؤون المفقودين لمعالجة قضية الأشخاص المفقودين في السياق السوري، تسهيل الحوار بين الأطراف الفاعلة ، بما في ذلك إجراء مناقشة شاملة لعملية وضع السياسات العامة، التي تم تلخيصها في تقرير اللجنة الدولية لشؤون المفقودين الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2020. تسهل اللجنة الدولية لشؤون المفقودين أيضًا عمل فريق تنسيق السياسات التي يعمل على وضع توصيات وإطار عام للسياسات بشأن الأشخاص المفقودين في سوريا.

حول اللجنة الدولية لشؤون المفقودين

اللجنة الدولية لشؤون المفقودين هي منظمة دولية قائمة على المعاهدات ومقرها لاهاي في هولندا. تتمثل ولايتها في ضمان تعاون الحكومات وغيرها من الجهات في تحديد اماكن الأشخاص المفقودين نتيجة النزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان والكوارث والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية وغيرها من الأسباب ومساعدتها في القيام بذلك. كما تدعم اللجنة الدولية لشؤون المفقودين عمل المنظمات الأخرى في جهودها وتشجّع المشاركة العامة في أنشطتها وتسهم في وضع تعبيرات مناسبة لإحياء ذكرى المفقودين وتكريمهم. اللجنة الدولية لشؤون المفقودين هي المنظمة الحكومية الدولية الوحيدة المكلفة حصرًا بالعمل على قضية الأشخاص المفقودين.

تواصل مع اللجنة الدولية لشؤون المفقودين